منـتـدى المحــبــه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـنـفس ( نشماثا ) في الدين الصابئي الحنيف

اذهب الى الأسفل

الـنـفس ( نشماثا ) في الدين الصابئي الحنيف  Empty الـنـفس ( نشماثا ) في الدين الصابئي الحنيف

مُساهمة  Admin السبت أغسطس 04, 2012 12:15 am

الـنـفس ( نشماثا ) في الدين الصابئي الحنيف














<blockquote class="postcontent restore ">


[center]
[center]ابشـوميهون اد هيي ربـّـي
الـنـَـفـس : نِــشـماثـا
بـيـن
الــنـــقـد والـمُـحاسَـبـَـة
في
الــديـن الصابئي الـحـنـيف

المحامي
عـــمـاد عبد الرحيم الـماجدي

تحيـة صـابئيـّـة

بسم الحي العظيم
مندا إد هـيّي ( الله عارف الحياة ) يقول :
كل نفس تسأل هي عن أعمالِها . لا تـُـشارك نفس نفساً ، ولا تتحمل نفسٌ نفسـاً * أيها الأصفياء والكاملون ، صونوا أنفسكم من الغشوالإثم والزور ، والكذب والزيف والشرور ، واتقوا الدجل والإفك والضلالة ، والفتنة والقسوة والجهالة * يا باهري الصدق حصنوّا أنفسكم ونساءكم * كل نفس هناك في كوّة منالموت عميقة ، وفي هوّة من الظلام سحيقة .. حتى يومها الأخير * يا أصفياء الصدقالمعظمين * احفظوا أنفسكم من الراجفة * ومن الذئاب الخاطفة * ومن أي دعـوة زائفة . * يانشمثا الحي الحرّة ... يا بنت المصابيح الثَرَّة .. أي سلاح تبتغين أمضى منالسلاح الذي تحملين ؟ * معك الناصورائية ، الكلمات الصادقة الحية .. هي سلاحك الجسور ، الآتي إليكِ من بيت النور .

قال نبي الله ورسوله يحيى بن زكريا عليه السلام : ـ * رأس الإستقـامة أن تـُدين نفسـَـك

أول ما يـُـعـَـلمـّـكَ الـطـَـريـق الـصّـعــب ، هو أنّـه طـَـريـق سَهـل ، وكـَـمـا نـُـمـسِـك عـَـنالـكَلام فـي غـَـيـر مـَـوضِـعـه ، يـجـبُ أن نـَـتـَجــَـنـّـبَ الـصـَـمـْـتَ فـي غـَـيــِر مـَـوضـِـعِــهِ .

إن من أهم الأدوات التي تساهم في تصحيح ، وتنقيح مسار الإنسان ، وفكرهو شخصيته هي النقد والمحاسبة ، والثابت أن ليس هناك أي كمال مطلق في ( عالم الإنسان ) ، فكل شيئاً في حياته خاضعا لإعادة النظر ، والمراجعة ، والتصحيح ، والتنقيح والمشورة ، لكي يــُـقـَـوِّمُ مافيه وما عنده ولديه من نقص وضعف وتلكؤ وتردد وتخلف ، وعلى كل إنسان على الأرض أن يُـسلـّم ويقتنع تماماً ، بأنه ناقص غير كامل ، فالكمال لله الحي القيوم وحده ( مسبـّـح اسمه ) ، ومتى اعترف الإنسان بذلك واقـرّه ، يكون قد ضمن تحقيق التكامل والاستقامة والحلم والنضج ، ومن ثم النجاح ، وإمكانية إتّخاذ القرار الصائب الهادف .

ليس هناك من لايخطأ في عالم الإنسان، والمعروف بل الثابت ، أن فعل الإنسان متطـّورحتما وغيرثابت مطلقا ، فلابد لهذا التطور أن يخضع لظروفه ، لتصدر عن الإنسان وبسبب تلكم الظروف ، الهفوات والأخطاء . ومن هذه الظروف التي تحيط بالإنسان اليوم ، على سبيل المثال لا الحصر هي :
الجَـهـُـل .
السيـرُ خلف نوازع النفس ، وإتباع رغباتها وهواها .
عـَـدمُ القدرة والرؤية الواضحة في إدراك الحقيقة والكمال .

إن من لم يـقـّـر منا بذلك فإنه لا محالة سيقع في أشد الأمراض المزمنة فتكاً به ، ألا وهو مرض الـغـرور ، والمغرور لا يـَـقـَّـر ولا يعترف ولايُـسَــلـّم كونه قد قـَـصّـر بحق الإنسانية ، كونه إنساناً ، وبالتالي فإنه لايستطيع وضع أو إخضاع نفسه للنقد أو المحاسبة ، لذلك سيبقى وكراً ثابتاً ، ومرتعا خصباً ، بل موطناً دائماً للأخطاء والتخلـّـف والهفوات ، ليبتعد في آخر المطاف عن المسيرة الحياتية الإنسانية التكاملية .

الكثير
منا ، ممن أصابه مرض الغرور ... لا يريد إقرار تقصيره من خلال مرضه هذا تجاه نفسه ، والناس وتجاه أهله من أبناء دينه ، لذا نراه لن يقبل أويجعل أو يـُـخضِـع نفسه للمحاسبة والنقد الذاتي ، ويستنكف ويتأفف عند نقده من قبل ناسه ، كارهيه ومحبيه ، لذا فإنه قد فقد بتصرفه الغير صحيح هذا ، أعظم فرصة لمعرفة نواقص ذاته ونفسه من خلال عيون الساخطين عليه قبل الراضين عنه :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ـ إلاّ إن عين السخط تبدي المساويا

إن محاسبة ونـقـد الإنسان لنفسه على أخطاءه وتقصيره بحق خالقه الحي المزكّى ، من خلال عدم التزامه بما قررهورسمه إليه من أوامرونواهي في العبادات والمعاملات ، وتقصيره بحق الناس ، إخوانه في الخلق أو الدين من خلال تعامله الحياتي اليومي معهم ، وتقصيره تجاه نفسه ، حالة صحية في عقل وتفكير أي إنسان طبيعي ، ودليل قائم على يقظة ضميره وحسّه الديني الإيماني ، والدنيوي الإنساني .

علينا أن ندرك أننا مهما عشنا ، وطالت أعمارنا يحاسب نفوسنا : في أرض (
تيبل : أرض الزوال والفناء ) فالحق الله الحي القيوم يحاسب نفوسنا :
كلما طالت أعماركم زادت خطاياكم ، فلا تحزنوا على نشماثا إن فارقت الحياة .

قال الإمام عليه الـسلام :
ان الناس صنفان : إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ، وستبقى هذه المقولة خالدة يتداولها الناس على مر الزمان

ولقد جاء في كتابنا المقدس جنزا ربا : الكنز العظيم مانصـّـه :
إخوة الجسد باطلون ، وإخوة كشطا باقون * فكونوا ياإخوة الصدق مقيمين على محبتكم لاتتبدلـّـون
كما قال نبي الله الحق يحيى بن زكريا عليه السلام : * رأس فضائلك أن تنتصر على نفـسك

ومن سـنـّـة
واخلاق رسول الله ونبيـّه محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث قال : ـ

الخلق عيال الله واحبهم الى الله احبهم الى خلقه )... ولانها خرجت من قلب يطفح بالايمان ، وعقل لايـفـرّق بين الناس على اختلاف مللهم ونحلهم ، فلا فرق بين البشر ، فكل الناس سواسية كأسـنان المشط ، أوأسنان الحصان ، ولا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى ، والناس احرار كما قال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم امهاتهم احرارا.

لقد اعتنـى الله الحي القيوم : الهيي ربي مسبح اسمه من خلال شريعته [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الغراء ، بأصحاب أول رسالة دعت للتوحيد له والتسبيح باسمه ، من خلال إظهاره هذا الجانب التربوي الرئيسي ــ عند أعظم مخلوقاته ، الإنسان وشخصيته ــ جانب المحاسبة والنـقد الذاتي ــ وقبوله ممن يوجهونه إليه ، أصدقاء وأعداء ، محبيّن وكارهين


بسم الحي العظيم
* من أخطأ منكم فقوموّه وأسندوه * فإن أخطأ ثانيةً فقوموّه وأعينوه * فإن أخطأ ثالثة فأرشدوه ، والصلاة والتسبيح لله فأسمعوه * فإن عصى واستكبر ، وأبى إلاّ المنكر ، فاجتثوا هذه الكرمة من الجذور ، وازرعوا مكانها كرمةً تعرف طريقالنور ، فقد قالوا له إسمع فلم يسمع . وأروه نور الله فلم يخشع ، فسقط في العذاب... و *عـلـّـموا النشـماثا أن لا ترتـاب قلوبها ، وأسمعوها لغة السلام : التسبيح الذي آتيتكم .. فتشهد قلـوبهـا وتطمـئـن .

إن من أخطر ما يصاحب الإنسان ويواجهه في حياته اليومية ، العملية والفكرية هي إعتقاده بل تأكده واعتباره إن كل ما يبدر منه ، ويصدر عنه من تصرفات وسلوكيات ، صحيحة المسار لا غبار عليها ، لشعوره الغير صحيح بأنه قد اكتمل وتفوق على غيره من الناس ، فهو الأحسن إذن ، وتحصيل حاصل ، إن مايقترفه ويقوم به ويصدر منه أو عنه ، غير قابل ، وغير خاضع للنقاش ، وذلك يقوده حتما إلى التبرير والمغالطة وإخفاء الحقيقة وتضليل الحق : ـ


بسم الحي العظيم
* ويل للسيئين من اليوم المحفوظ ، يزرعون الإثم ويحصدون العذاب * عيونهم يملؤها الظلام ، قلوبهم يملؤها الظلام * يظل عَـماهُـم يلازمهم فلا يرون بلدالنور .

و ( إن أكثرهم للحق كارهون ) و قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ( لاتستوحـشـوا طريق الحق لقلـّـة سالكيه ، ومن صارع الحق صرَعَـه ، لذلك تراه يدافع عن الخطأ ويصّـر على الاستمرار فيه ، والسقوط في مثالبه ، وجـَرع مرارة مذاقه ، وقبول مساوئ آثاره ، بدوافع التكبر ، والاستبداد ، والعناد ، فلا يصغي لمن ينتقده ، ولن يلتفت لمن يحاسبه ، بالرغم من ترديده وتشدقه للمقولة الخالدة : ـ الاعتراف بالخطأ فضيلة

تحدث كتابنا المقدس (جنزا ربا : الكنزالعظيم) مبارك اسمه ، ورسلنا وأنبياؤنا ، ورسل وأنبياء الله جميعا ( عليهم السلام ) وعلماؤنا الأعلام من أبناء ديننا الصابئي العقائديين العارفين بدينهم الصابئي الأول الرابع ، وأحكام شريعتنا الصابئية الموحدة السمحـة ، الكثير عنتلك الظاهرة الاجتماعية الخطيرة السيئة ، والتي واجهت أول دعوة صابئية ، توحيدية إيمانية خالصة تـَـدعـو الإنسان الصابئي إلى الإيمان بالله الحي المزكّى ، واليومالآخر ، والبعث ، والحساب ، فتشرق في نفسه ، شمس لا تغيب تحرص على محاسبتها من خلالنورها الإيماني المـُـشِـع في ذاته ، فنراه يقترب من السعي والبحث عن من ينتقده ويحاسبه على ضوء الواقع الذي يعيشه ، والموازين والقيم الشرعية ، والعملية ، والأخلاقية ، والعقلية .

لقد دعت شريعتنا [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الـموحـّـدة الغراء إلى محاسبة الإنسان الصابئي ، الذي آمن بأحكامها ، واعتقد بقيمها ، والتزم بأوامرها ونواهيها ، دعته بل ألزمته ، وفرضت عليه ، وجوب محاسبة نفسه ونقدها ومراجعتها ليعرف أسباب مواطن ومكامن ضعفها ، التي دفعته إلى الوقوع والقيام بما لا يرضي الله الحي القيوم ، والسقوط أمام إغوائها له ، فتضفي شرعية زائفه مهلهلة ، تدفعه للاعتقاد بصحة وصواب ما قام به في ذلك اليوم :
* كل حي له نفسه يصطفيها * يعـدّها ، ويقيـها * لاتكن في خطيئتها ثاوية * إن أراد الخلاص من الهاوية .

إن إصرار الصابئي على عدم مراجعة نفسه وإخضاعها إلى قبول مبدأ نقدها ومحاسبتها من قبل الناس ، تجعله يتأرجح ما بين الحقوالباطل ، فتنعدم عنده رؤية ما هو حق وواجب ، إلى حـَـدّ تـَـمـَـكـُـنـِّـهِ منالدفاع عن الباطل بأسلحة يصوبّها لنفسه فيقتلها ، ليعيش الحق ويستمر كونه حـَـققائم ، لذلك نراه يعيش ميتاً . إن إيمان الصابئي بما جاء في كتابنا المقدس [ جـنزا ربا : الكنزالعظيم ] مبارك اسمه ، منأحكام ، يدفعه ويجعله ويدعوه إلى سماع كلمات النصح والتوجيه والإرشاد ، التي تتعارضمع نوازع نفسه الشيطانية الأخرى ، والتي تؤثر حتماً على قراراته ومواقفه ، وتؤكدنصوص كتابنا المقدس ( جنزا ربا : الكنز العظيم ) مبارك اسمه للصابئي المغرور ،الغير قابل للنقد ، الممتنع الرافض المحاسبة لنفسه من قبله ، وله من قبل غيره إخضاعنفسه لمن ينتقدها ويحاسبها من قبل أي إنسان ..

إن قـُـوَّة َشَخصيـّـة الإنسان الصابئي ، أو قـُـوّة شخصية أي إنسان ، وما يصدر عنها من قرارات خاطئة ، لا تكمن في التمسك بالدفاع عنها وتبـريرها ، والإصرار على تِـكرارها والاستمرار فيها ، بل إن قـُـوة الشخـصيّـة تستـَـند وترتكز وتتعمّـق وتزدهر من خلال قبولالحق والاعتراف بقيامه . لقد أوضح الهيي ربي مسبح اسمه للانسان وألزمه من أن يكونرقيبا يقظاً على نفسه :



بسم الحي العظيم

* باسم السِّـر الأعظم ، لا تمسوّا [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] بمكروه . * أيتها [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]عليَّ أن لا أفزعكِ ، وأن لاأخيفك ، لا ينبغي لك أن تفزعي وأنت في كسائك هذا ، ولكي لا تـفـزعي ، هاأنذا أتخذشكل آدم


مقوماً لأفعالها ، قائما ساهراً على تصحيح نواياه ومقاصده ، ليكون مصفاة لا تصدأ لتخليص نفسه وتنقيتها مما علق بها من شوائب وانحرافات :

قال نبي الله ورسوله يحيى بن زكريا عليهالسلام: ـ
*رأس فضائلك أنتـنتصر على نفسك .

لـَـقـد وُصِـفَ من لا يقوم بمحاسبة نفسه ورصد أخطائها ، ومراقبة سلوكها بالأحـمـَـق ، والأحمق معاقاً لا يستطيع استخدام عقله ، ولا يقدر على مجابهة نزغات نفسه ، كسيحاً لا يتمكن من مقاومة نوازع شـّرها ، مهملاً للقيام بواجب الخير كونه فريضة عليه من قبل الهّيي الحكيم ، غير مستعـدٍلملاقاة الهيي العزيز في الاخِـرةِ ، خادعا لنفسه ، ضاحكاً عليها ، منغـَمساً فيملذات وأماني وأوهام [ أرضتـيبـل ] ، أرض الزيف والزوالوالظلام والآثام . إنه الحـُـمـْـق ، والأحمق كما جاء على لسان المختصين : من الحمق ، وهو قلة العقـَــل أو فـَـسادٌ فيه .
كما جاء في كتابنا جنزا ربـّـا : الكنز العظيم مانـصـّـه :

بسم الحي العظيم
* وأما عالم الظلام ، عالم الشرور والآثام .. * عوالم من دخان ونار ،ونقص وشنار * تعج عجيجاً بالأشرار ، وبالقتلة والفجار ‘ والسحرة والمشعوذين والكفار * أرواحهم زاهقة * ..* وسفهاء * ومصاصوا دماء * بوجوه مظلمة سوداء * صـُـمٌّ بلهاء * ينهض بينهم المشعوذون * و السرّاق والمجرمون * والقتلة والمجرمون

إن إعجاب الإنسان بنفسه ، من الأسباب التي تدفعه للإعتداد ، والغطرسة ، واللامبالاة بالقـِـيم القائمة والمتداولة ،تؤدي مجتمعة إلى إهلاك من ترافقه وتصاحبه ، لتحيط بنفسه ، مانعة له من الالتفات والاكتراث والاستماع إلى النقد والمحاسبة ، والمؤمن كما جاء فيكتاب تحف العقول / للحرّاني / صفحة 457 :
المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله ، وواعظ من نفسه وقبول ممّـن ينصحه .

وماعرضناه فيما يتعلق بالفرد لا يستـثـني ولا يـَـعـفي الجماعة ، من خلال عـَـملهم الجماعي في النشاط الإيماني ،أو الـدَعـَـوي ، أو التعـبدي ، أو السياسي ، أو الفكري ، أو المعرفي ، إلى آخره من النشاطات التي لا يمكننا حصرها ، فإذا ابتـَـلوا بمرض الغرور ، سيطر هذا المرض على إرادتهم في اتخاذ أي قرار صائب ، لذا نراهم يفتـقـرون إلى الدواء الناجع الشافي المُـنقِـذ ، ألا وهـونكرانالذات والمحـاسبة ، كلٌّ من موقعِـه ومركزه لنفسه من خلال نفسه لذاته ، ولنفسه وذاته من خلال غيره ، لذا ستـكون أكـثر قـرارات جماعـته ، مخـتومة وموقعة بـخـتـم [ الأنـا ] ، يؤطـّـرهـا الغرور، والإعجاب بالـنفس ، والزهــو بمفرداتها العقيمة القاصرة .
* كـراهـيـّـة الـنـقـد .
* الـنـقـد بين الـهـدم والـبـناء .
* مـن هـو الـناقـِـد ، وهل ثـَـمّـة شروطـاً يجب توافرها فيه ؟

الـكـثير منـا و للأسف الشديد
لايـميل ، بل لايحب سـماع أي نقـد يـوّجه إليه ،لأنه يشعر بأن هذا النقد إنما يظهر ما فيه من عيوب ونقص وغرور وتخلف وسقوط وتردد وخطأ ، فلذلك لا يـَـوّد أحد منا أي شخص ، بليكرهه ويمـقـته ، مهما كانت علاقتنا به ، قريبا أو بعيدا ، يوجه إلينا ما يظهر ماتقدم ذكره فينا .

لذلك فترانا نميـل إلى من يكيل لنا المديح الزائف و الثناء المبالغ فيه ، بل تجدنا نكره من يبّين لنا عيوبـنا ويظهـر لنا أخطاؤنا ويكشِـف لـنا غـرورنا وتخلفـنا ، ويرصد لنا نقصنا ، ويعـدّد لنا زلاتّـنا وهفواتـنا ، ومن يـُـقـدم لنا نـُصحه ، وإرشاده وتوجيهه .

إن من المفروض أن نصغي جيداً إلى من ينقدنا نقداً بناءً ، ويحاسبنا محاسبة حريصة تفيد عملنا ، لأنه ناصح لنا يساهم في تسديد أخطاؤنا ، يسعدنا في إنجاز أعمالنا ، سواء أكانت فردية أو جماعية ، اقتصادية ، فكرية أو اجتماعية :
* إذارأيتم حكيماً صادقاً فتقرّبوا إليه ، وخذوا من حكمته

أما من لاينقدنا مثل هذا النقد ، بل يحاول ـ لغاية في نفسه ـ أن يخفي عنا عيوبنا وهفواتنا ، ويطلي لناهذه العيوب بطلاء النفعية والمصلحة والانتهازية و التوفيقية والمهادنة والمساومة ،والثناء الكاذب الخادع ، إنما هو عنصراً هداماً ، يحجب عنا نور الحقيقة وعلـّـوالحق وصدق الإيمان :
* وإن رأيتم حكيماً شريراً فابتعـدوا عنه مااستطعتم ، إن حكماء الشر من أتباع الشيطان .

إرضاء الناس كما هو ثابت غـايـة لاتـُدرك ، وعظيم مـَن
تــُـحصى عيـوبـه :

ومن ذا الـذي تــُرضى سـَجاياه كـُلـّـها ـ كفى الـمـَـرءُ نـُبـلا أت تـعِـدّ مـَعـايبه

كما قال نبيـّـنا الكريم يحيى بن زكريا : رأس صلاحك أن تصلح نفسك وتتقبل نصائح الحكماء

لذا علينا أن نصغي ، ونسمع ، ونـّود ، ونحترم من يوجه لنا نقده البناء الهادف لتبيان هـَـفواتنا وزلاتنا ، حتى نتمكن من تشخيصها والوقوف على أسبابها ، وعدم تجاوزها وعدم تكرارها مرة أخرى . إن هذا النقد يـُـساهم وبفعـّـالية كبيرة في عـَملية التحصين الـَنفسي العقـائدي ، ويزيد من مناعـتنا ضد كل ما يساهم في إحباط عملنا الإيماني التوحيدي لله ، وتحـرّكنا النهضوي :


بسم الحي العظيم
* انظروا بأعينكم * وانطقوا بأفواهكم * واسمعوا بآذانكم * وآمنوا بقلوبكم * واعملوا بأيديكم زدقا وطبوثا * إعملوا بمشيئة ربكم ، ولا تعملوا بمشيئة الشيطان .

إن ما تقدم ذكره لاينفي أو ينكر أو يتجاهل ، من أن هناك أصولاً وآدابا وقواعد وضوابط وصفات إنـسانِـية وأخــلاقـية ، على الــناقِـد أن يـَـتـَـمسك فيها ، ويـلتـزم بها ويراعيها ، وأهـم ما تـقـدم من شروط :
أن يكون الحق مـعـيار وفيصل وهدف الناقد ونقده .
أن يسعى الناقد من وراء نقده تحقيق المصلحة العامة لمن ينتقده ، وللناس الذين هم موضوع نقده .
أن يكون الـناقد جريئاً ، صادقاً ، واقعي اوموضوعيا في نقده .
أن يكون الـناقِـد مخلصا ، مبدئيا ، أميناً يسعى لتحقيق هدفا عاما وليس هدفا خاصاً .
أن يبتعد الـناقـد في نقده عن التوفيقية والانتهازية ، وعن التحّـيز الأسري والعشائري ، فكلنا صابئة وكلنا واحـد .

ف
الـنقد إذن استنادالما تقدم أداة تنقيح وتصحيح وإرشاد وتقويم ، النقد ليس تهريجا وتجريحا ، وتشكيكاً بعمل ومبادرات الآخرين ، النـقـد ليس معـوَلهدم ، لهدم ما يشيده الآخرين . النقد أداة بناء وعلى الناقد أن يتناول أحكام وقرارات وخطط ومشاريع وآراء وأفكار ، من يريد نقدهم ومحاسبتهم ، ويبتعد عن المواقف الشخصية التي تحدث أو حدثت بينه وبين من يريد نقده ومحاسبته ، إن الجهل والتعصب والأنانية والحقد ، تدفع الناقد إلى تشويه عمل ومنهج من يريد نقدهم ، والتشهير بهم ، والإضرار بسمعتهم ، وإلصاق التهم الرخيصة بهم ، من خلال رصد هفواتهم وثغـر اتهم ، وتتبع عثراتهم :


بسم الحي العظيم
* أنا الرسول الطاهر أقول لجميعالناصورائين : ميزوا كلمات هؤلاء ، إن بعضهم يكذب بعضاً * النبي يكذب النبي * والملك يطعن الملك
لذلك يجب على( الناقـِد ) أن يبتعدعن كل هذه الصفات المريضة عندنقده ومحاسبته ، وإتباع المنهج ، و الأسلوب والنهج العلمي في نقده ، وعلىالمـَـنـقـود (الـْــمـُـنـْـتـَـقـَـدْ ) ، أن يقبل و يتقـَـبـّـل النـقـد من الـنـاقِـد بعَـقـلمُـتـفـَـتّـح ، وصدر واسع رحب ، وبالتأكيد سيسعى من يكون قد خضع لهذا النوع من النـقـد ، حتما لتغيير ما كان عليه من آراء ، وتفكيك ما رسمه من مشاريع ، سينشط وبكل طاقة وسرعة لتبني الصواب وتجاوز الخطأ ، والتحرك نحو التكامل والحسِـن والجـيّد :


بسم الحي العظيم
* كونوا أقوياء ثابتين ، فإن اُضدهتم فاحتملوا الإضطهادإلى أن تقضوا آجالكم بعضكم لبعض مساندين * ولا تغضبوا ، ولا تهتاجوا ، إن الغضب والهياج مملوءان بوسوسة الشيطان .. فاطفئوا نار غضبكم بالإيمان .
إذن فالمهمة النقدية، يجب أن تكون مهمة رسالية إيمانية ، هدفها بناء الإنسان الصابئي ، والسعي من ممارستها ممارستها الى صياغة السلوك الإنساني الصابئي ، من خلال المفردات والنصوص الشرعية المرسومة له ، والواردة في كتبه المقدسة ، وما هو مُـدوّن ومعروف في سيرة وسنن أنبياءه ورسله عليم السلام ، وأعمال روحانيّه ، وسلوكيّات واجتهادات رجال دينه الأفاضل ، وعلماءه الأعلام .

إن ديننا الصابئي الأول الرابع الحنيف يـُـلـزمنا بالابتعاد عن مخادعَـة النـفـس (النشماثا)، بتبـريـرنا أخطاؤها وبالتالي إسقاطها ، والعملعلى أن نقنع الـنـفس (النشماثا) أيضاًبصحة ما نقوم به ويصدر عنا ، وإرضاء [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] بواقعنا المريض المهزوز ، دون أننتحرك لتشخيص الأسباب الكامنة لهذا المرض المزمن فـينـا والذي نتوارثه ، دون رضانـانحن الصابئة (الـورثـة) ، ضمن تـركة ثقيلة محملة بها نتيجة ظروف فرضها علينا من يريد إسقاطنا وتغييبنا عن الساحة الإنسانية الإيمانيـّـة ، التي تحمل أعمالاً جليلة لصابئة كُـثر ومعروفين ، لم تستطع مَـعـاول تزييف التأريخ من هدم أسوارها الإيمانية ، التي تحيط وتحصّـن[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].

قيل
: إن رجلاً عَـبـَـدَ الله أربعين سنة ، ثم قدّمَ قرباناً فلم يقبله الله منه ، فقال الرجل لنفسه :

ما أتيت إلاّ منك ، وما الذنب إلاّ لـكَ ، فأوحى الله سبحانه إ ليه :
ذمـّـكَ لِـنـَـفسِـكَ أفـضـَـل من عبادَتِـكَ أربعين سنـة .



بسم الحي العظيم
* أفـيقـِي يـانـَـشـمـثـا .. أفـيـقي من نـَـومِـكِ * تـَـطـَّـلعـي على بـيت هيّـي . * إنهضي وتطلعّـي إلى بيت هيي وارفعي وجهـَـكِ صَـوب بـَـلـدالـنّـور * أنـْـظـري إلى العالم كلـّه .. شيئ كاللاشيئ .. وما ليس بشي فـَـأيـة فائـدة فيــه .
[/center]</blockquote>[/center]
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 31/07/2012

https://almhaba.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى